لا عزاء للسيدااات :-)

حصل معايا موقف يمكن بيعدى علينا هو مش غريب اوى وبيحصل بس استوقفنى جدااا..خلانى افكر كتير؟؟
من عدة ايام
عرفت ان زميلتى فالعمل والدها توفى وبدون اى مقدمات..(زى مايكون الموت لازم يكون له مقدمات او يخبط على الباب)
وتبعثرت الكلمات على شفاهى وانا احدثها
وتخبطت المشاعر داخلى ومشيت بغرفتى ذهابا وايابا لاستجمع افكارى ونفسى لاحدثها واكلمها..عن ماذا ساكلمها او احاول مواساتها وانا التى اعلم طعم الافتقاد طعم الفراق؟؟
كلمتها وحاولت استجماع شجاعتى وكلماتى وشعرت منها كم هيا تحتاج وجودى جانبها ولملمت نفسى لاجرى لالبس وانزل اروحلها
وعندما ذهبت وتحدثنا سالتها بكل صوت كسير والم ووجدت ان والدتها سافرت هيا واقاربها ليدفنوا الجثمان؟؟؟ وهيا واخوتها بالمنزل
وتتابعت دموعها وكلماتها ان الدنيا قصيره وان حياتنا ليس لها معنى غير ان نعمل لاخرتنا
وانه بين يوم وليله اختلفت الحياه كليه فى نظرها
واكدت كلامها اننا فى لحظه ممكن نقف قدام ربنا ونتحاسب وكل ماهو لهو فحياتنا لا قيمة له واستشعرت المها والى حد ما ارتحت لاحساسها وقربها من الشعور بالاخره والتقرب لله
ثم ذهبت منزلى وانا حزينه علي شعورها الاليم هذا الشعور اعرفه جيدا اعرف مرارته اعرف لون ايامه ولياليه
وتذكرتها وهيا تذكر والدها بالحنان والطيبه وانه كان بيسافر لياتى لهم بطلبات واشياء كثيره
وثانى يوم ذهبت لها احمل معى الشعور ولكن قلت هذه المره يجب ان اكون اكثر شجاعه ووجدت والدتها ترتدى السواد وتسلم عليا ثم بعد دقائق تستاذن لتوصل احد ابنائها للدرس؟؟
وزميلتى تسالنى عن العمل وهل ساتحمل عملها ولا تنزل بعد ايام قليله؟؟
وان والدتها عندها مشروع تجارى ستذهب لتباشره لانه والدها كان عامله باسمها وكانت حزينه كيف كان احد اخوة والدها لم ينتظر يوما حتى فاتح والدتها فى الميراث وتالمت كثيرا على هذا الرجل الذى عماه قلبه وطمعه حتى لاينتظر ؟؟
وثالث يوم وانا فالعمل اذا بى اجد زميلتى تدخل علينا وسررت لرؤيتها انها تحاول التغلب على حزنها ولكن ربما تعجلها من الصدمه او لم تستطيع الجلوس بالمنزل..ولكن ماذا هذا الذى ترتديه؟ وماذا هذا البرفيوم الذى اشمه؟ ماهذا الميك اب الى اراه؟؟
لم تكن تهتم بهذه الامور من قبل؟ ماهذا هل هو احتفال ؟
ام هو احتفال وافتتاح بمناسبة قولها ان الحياه يجب ان تكون بالعمل للاخره؟؟ وان الدنيا قصيره وان موت والدها كان درسا للجميع؟
ولكنى رحت اشفق عليها من الصدمه ولكن الايام التاليه وجدت اختها بنفس الامر ووالدتها واخوتها؟؟
وتزايدت الامور كثيرا وكاننا فى احتفال فعلا بغض النظر عن ماهو حلال وحرام فى امر البرفيوم او الميك اب او اى حاجه
وتوقفت مع دهشتى
وتذكرت يوم كنت بمنزلها وانا ممسكه بيدها واخبرها ان تدعو له
الان هو فى ساعة الحساب محتاج لدعاؤهم لو بيحبوه
وتصمت والح عليها الطلب واردد بالدعاء له وتنظر لى وتسكت
تاملت هذا الرجل
اعذرنى سيدى اننى لم اعرفك ولكنى حزينه من اجلك
حزينه جدااااا
لان زوجتك وابناؤك وبناتك لم يحزنوا من اجلك اكتر من ساعات
لم يكلفوا نفسهم عناء السفر لدفنك
حزينه من اجل انهم لم يتمتوا بشفاههم ليدعوا لك
حزينه لانهم لم يحترموا وفاتك ولم يستطيعوا الجلوس بالمنزل او التخلى عن الزينه والضحك والمرح

وشعرت بجحودهم

كم انتم جاحدون هل سافر هذا الرجل سنوات وتحمل العناء والمشقه ليوفر لكم كل ماراه من رفاهيه ويوم ان يحتاج دعاؤكم لا توفروا له كلمة دعاء او دمعة حزن او حتى احتراما لك امام الناس ولو بالتمثيل ولو انى لست مع المناظر والحداد بالسواد وكل هذا

ولكنى تاملت

قلت يااااااه هو ممكن الواحد يعيش مع ناس اقرب الناس ليه ويكون كويس معاهم او حتى شويه كويس وشويه وحش ويوم ان يمشى من الدنيا اقررررررررب الناس لا يتذكروه لا يدعوله؟؟؟؟ امال باقى الناس تعمل ايه؟؟

ولكننى فكرت ودهشت وتاملت وتالمت

ووجدت الحقيقه المره بالنهايه

عذرا لك ياسيدى اسال الله ان يرحمك ويغفر لك

ولكنك انت من جحدت حق نفسك

لا لوم عليهم

نعم لاتلمهم

لقد علمتهم وعشت معاهم حياه كامله دون ان تعلمهم دينهم دون ان تعلمهم طعم الاسره والترابط علمتهم ان الحياه والسعاده عباره عن تعليم جيد وعن طلبات ورفاهيه فقط

صلة رحمك لم تتذكرها لذلك تذكروك فالميراث فقط

زوجتك تذكرتك بمشروعها فهو اهم منك اما انت فرحلت ولا عزاء للسيدات :-)

اما ابناؤك فهم يواصلون حياتهم كما كانت فلم يحدث شىء

هذه الاسره لا تعلم احكام الحداد على المتوفى واولهم الزوجه لايعلمون احكام العزاء ولا الدعاء للمتوفى

لايعلمون الكثير والكثير

هل هيا غلطتهم وحدهم واصفهم انا فالنهايه بالجحود؟؟

رحمك الله والدى واشكرك على ماربيتنى عليه

على مازرعته بداخلى

اشكرك واذكرك دوما يامن علمتنى ان الحياه ليست لهوا وزينه

يامن علمتنى ان الاب قدوه وحنان

ساظل ممتنه مشتاقه لك

واتمنى لو كنت ابنة صالحه ترضى عنها

وانى لم اخذلك يوما

اسال الله ان يرحم جميع موتى المسلمين والمسلمااات

اللهم اميييييين